Tuesday, July 21, 2009

............و كل فتاة بأبيها مغرمة

كان يوما سعيدا

كل ماسمعني احد اردد هذه الكلمة ينظر لي تعجبا و عطفا

من الممكن ان تكون فقدت عقلها

و من الممكن الا يكون قد أثر فيها الموضوع

هذا اليوم كان يوم الصلاة على والدى و دفنه

حزنى لم يكن عليه


لانى اعلم الى اين ذهب

ذهب لكى يكون مع الصديقين و الشهداء

ذهب ليكون مع العلماء الذين سبقوه الى الفردوس الاعلى

ذهب ليكون مع ابيه و امه الذي طالما كان برا بهما

و كنت اشعر فى ذلك اليوم بانه يوم عرس ليس بيوم حزن

كنت فخورة بأبي كالعادة

و لكن هذه المرة لم تكن كسابقتها من المرات

فاليوم فخري به سيمتد للأبد

لدار الخلود

سعادتي بإخوانه و هم يزفونه ليلقي ربه

حب اخوانه و زملائه الغير متناهى

رغبة الناس الشديدة فى مواستنا بحق

و ليس لمجرد اداء الواجب

عند سماعى انه تم الصلاة عليه فى العديد من البلدان التى قام بالتدريس فيها

و التى لديه بها احد طلابه

و لكن حزنى فى هذا اليوم كان على فراقي له

لن اجد من يوقظنى فجرا و يطلب من و اخوانى و اخواتى عمل مدارسة لاى من القضايا

لن اجد من استيقظ على قبلته و هو يقوم برقيتي

لن اجد من يقول لى صبرا بين النصر و الهزيمة صبر ساعة

لن اجد من يقول لى عند اطالتى فى النوم فما اطال النوم عمرا و ماقصر فى الاعمار طول السهر

لن اجد الوحيد الذى كنت اقبل منه تدليلي و مناداتى باسم خاص

عند سماعى للخبر شعرت بان عقلي توقف و لا يستطيع تذكر اى شئ سوى ذكرياتى معه

عندما كان يوصلنى للمدرسة ويتوقف قليلا فى النادى ليلاعبنى قليلا قبل الذهاب للمدرسة

سهره معى فى ايام الامتحانات حتى و ان كان بعيدا فكان يسهر يدعوا لى بالتوفيق

كان اول من يطكأن على فور خروجى ممن الامتحان

سأفتقد من كان صديقي

فى الغالب لم اكن احتاج لم يسأل

كان طالما سال على ابي لا احتاج لصديق ليطمان على

كان يشعرنى بالدفء و الحنان الذي لا يوصف


كان صوته عزيا
يردد القران دائما و الاذكار فى السيارة ذهابا و ايابا حتى نحفظها

كان دائما يغني معنا " انا عائد اقسمت انى عائد"

و تهون الحياة و كل يهون ولكن اسلامنا لا يهون

سافتقد من علمنا السباحة و كان يحثنا دائما على ممارسة اى رياضة

كان نشاطه لا يوصف يستيقظ مبكرا ياخذنا لممارسة رياضة المشي

و كان ياخذ مضربه و يذهب لممارسة التنس

و عندما كنت فى سن الحضانة كان يأخذنى و هو يوصل اخوتى لكلية الصيدلة و كنا نعبر كوبرس اسدين قصر النيل

و كان يداعبنى قائلا ان الاسدين تحركا بالامس و كانوا يتكلمون

و استمر يداعبنى حتى عند كبري

فكان يحاول اقناعى مداعبا ان ابراج الكويت قد تم نقلها الى السعودية

و عندر جوعى من المدرسة يأخذنى معه لمعمله الخاص

معمل الكيمياء بكلية العلوم

و لاتزال رائحة المعمل كريهة حتى الان

و لا ادرة سبب حبه و عشقة للكيمياء و العلوم

لم استوعب الفيزياء طوال دراستي لها الا عندما قام بشرحها لي

سافتقد من هو مثلى الاعلى فى الدنيا

من كان يعطينيي دفعة تفائل حين شعورى بالياس و الاحباط

من كان يقنعنى بان العلم للعلم و ليس للدرجات و التقديرات

من كان يثق بي و بقدراتى ثقة كبيرة

و كان يري بي مل لم يره اى شخص اخر

سأفتقد من كان كريما من كان عطوفا متواضعا

لدرجة انه كان يرفض ات تقوم بشوي طعام بجوار اى فقير او محتاج


كان لديه قدرة هائلة على الاقناع

لا ادرى لماذا و لكنه لم يكن ليعطينا اوامر

يترك لنا الخيار التام

اعلم انى قصرت فى حقك فى الكثير و الكثير

و لكن الله يعلم مدى حبي و اشتياقي اليك

ادعوا الله ان تكون راض عنى و اخوتى

و ان تكون فى دار خير من الدنيا

و ان تقابل كل من سبقوك للفردوس الاعلى

من اردت ان تدفن معهم

سنفتقدك يا من كنت انيسنا و حبيبنا

و حبيب كل طفل و كبير قابلك فى حياتك

ادعوا الله كثيرا ان يغفر لك اى من ذلاتك او اى من اخطائك

مع علمي التام انها كانت قليلة جدا


و لكن

ما عسانا الا ان نقول

انا لله و انا اليه راجعون